728x90 AdSpace

اخر الاخبار
السبت، 28 مايو 2016

من الحكي الشعبي للأونشو...



... مجرة درب التبانة ...
عندما يصفو السماء صيفا وتبهرنا النجوم ليلا ببريق لمعانها نشاهد أحيانا مجموعة نجوم صغيرة مجتمعة تكون ضؤا يشبه آثار درب لأرتال من المواشي ويمتد هذا الأثر من الجنوب إلي الشمال ظاهرا للعيان.....
هذه الأضواء تصدرها مجموعة من ملايين النجوم التي تكون مجرة تسمي بمجرة درب التبانة وأحيانا تسمي بدرب اللبانة ويسميها الخواجات بالMilky way....
ولمجرة درب اللبانة شأن عظيم عند الأونشو ولها معهم حكاية شعبية .... وهم يسمونها ( منداندي نوب) أي درب أبقار مندا.... ومندا هذا للعلم هو جدنا السابع في سلسلة أسرة كلنج.....
يقال في الرواية أن مندا هذا كان رجلا غنيا في قومه كريما يعطي من ماله بسخاء ... وكان يقيم بأسرته تحت جبل يقال له كريج ( غرب أتو حاليا) علي مسافة من قومه....
وفي فترة من الوقت أبتلي الناس بالجوع والجفاف وقرروا أمرا في أنفسهم تجاه مندا دون علمه.... ففي ذات يوم كان مندا جالسا مع أحفاده في الكورتي( الراكوبة) فرأي حفيدا له ينحت عودا من أخشاب الأروم ( الأبنوس) ويجعل له أطرافا حادة كما يفعل الناس حين يريدون صنع الحراب....
وسأل مندا حفيده قائلا.... ماذا تود أن تصنع بهذا العود....؟
فرد الغلام ببراءة أريد أن أصنع حربة( رمحا) لغزو مندا...( يقصد جده) ....
فقال مندا.... ومن أوحي لك بهذه الفكرة...؟
فرد الغلام بأن الناس بالقرية لاشان لهم هذه الأيام إلاصنع هذه الرماح وقد سمعتهم يقولون أنهم بصدد غزو مندا ونهب ماله....!
هنا صمت مندا مليا إذ عرف بمكر قومه وعزمهم قتل أسرته ونهب مالهم ففكر في أمر ما حتي أتي المساء وإجتمع بنوه فقال لهم:
اليوم لايبيتن أحدكم خارج داره حتي أسمح له بذلك....
رضخ الجميع لأمره وبقوا في مضاجعهم إلا واحدا منهم إسمه كيدي....
وكان كيدي هذا في عنفوان شبابه متمردا لايكاد يبقي بمكان واحد أبدا وقد إشتهر بمغامراته الليلية( التيري) وقضاء الليالي الحمراء معهن ، وقد فعل.... فعندما إنتصف الليل تسلل كيدي خلسة وإختفي في دجي الليل.....
وعند الثلث الأخير من الليل إستيقظ رب الأسرة مندا وجمع إليه أبنائه وأسرته فوجدهم ينقصون فردا فسأل عنه فقيل ذاك هو المتمرد كيدي وقد تسلل ليلا ولم يعد بعد....!
ولضيق الوقت لم يجد الأب بدا من ترك إبنه والمغادرة بباقي أسرته ليلا.... ثم أنه قسم من ماله فترك لإبنه ثورا وبقرة... تيسا ومعزة... خروفا وشاة... ديكا ودجاجة.....
وفي قمة جبل كريج نزل سلم من السماء فرفع أسرته مع بهائمه وكان معتليا ظهر جواده فقفز الجواد طابعا أثر حوافره الخلفية علي الصخر فبقيت إلي يومنا هذا....
وفي الصباح أجلب القوم وشدوا الرنة نحو ديار مندا فوجدوها فارغة من أهلها فعادوا بخفي حنين..... وعندما أتي المساء نظر القوم نحو السماء فرأوا مجرة درب التبانة فقالوا ذاك ياقوم منداندي نوب.... أي تلك آثار بقر مندا.....
ومن يومها إشتهرت هذه المجرة بمنداندي نوب ولو سألت أي أونشيد فسيقول لك أن تلك ليست أضواء نجوم وإنما غبار أرجل بقر مندا....

وصباحكم زين.
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: من الحكي الشعبي للأونشو... Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com