728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الأحد، 24 أبريل 2016

... قصة مثل ...



للأونشو عزيزي القارئ أمثال تعبر عن حكمة ومفهوم لمنهج الحياة وبساطة معيشتها بنزاهة ودون تكبر وتفاخر بعظمة الجاه والسلطان أو ضخامة الجسم وسلاطة اللسان....!
ومنها هذه الحكاية التي تعبر عن المثل القائل...( أولشيكو كيران موني كلتوكو قيلان ورونق....) أي لاتريد السمع بإذنك وإنما تريد النظر بعينك....!
وذلك كناية عن التكبر والإعتزاز بالنفس، وعدم الأخذ بنصيحة الغير.....
تقول الحكاية الشعبية أن أسدا ضخما وثعبان كانا يعيشان متجاورين في غابة بها العديد من الحيوانات... وكان الأسد كعادته دائما يعتمد في معيشته علي إقتلاع مايصيده الغير ولا يجتهد في توفير غذائه بنفسه فسأله الثعبان يوما قائلا... أراك ياعزيزي تحب أن تفرض قوتك علي الضعفاء وتقتلع حقوقهم دون أن تكلف نفسك حتي في توفير غذاءك اليومي....!
فرد عليه متجبرا... أنا ملك الغابة وكل المخلوقات تهابني وتخاف مني فلم أجهد نفسي في توفير ما يمكنني إيجاده مجانا من غيري....؟
فقال له الثعبان.... صحيح أنك ضخم ، الجثة عظيم الصوت ولكنك لست مخيفا لهذه الدرجة.... فهناك مخلوقات أصغر منك حجما ولكنها ترعب أكثر ويهابها الآخرون....!
إنزعج الأسد لهذا الحديث وغضب وهاج قائلا... كيف تجرؤ علي مثل هذا الكلام أمامي أيها الثعبان الزاحف يامن لا أطراف لك ولا تمتاز إلا بطول اللسان وسلاطته.....!
ضحك الثعبان وقال... رغم أني بهذا الشكل إلا أني أفوقك مهابة ويرتعب مني الجميع متي وقعت أنظارهم علي شخصي الضعيف فلا تغرنك ضخامة جسمك وقوة أرجلك التي أظنها لاتفيدك إلا في الفرار....!
ثم أنهما تراهنا علي برهنة جدالهما بالعمل( بيان بالعمل) ... وكانا سائرين فوقعت أنظارهما علي جمع من الناس في نفير يعملون في الزراعة بأطراف الغابة فقال الثعبان... هاهي الفرصة قد أتتنا لوحدها ...فهؤلاء هم البشر أعداؤنا الذين لايطيقون النظر إلينا من أجل سببين... الخوف ثم الكره.... أما أنا فلايحبونني خوفا ورعبا مني ... ولا أظنهم يكرهونك لنفس السبب...
فقال الأسد... بل يهابونني خوفا ورعبا مني...
قال الثعبان... إذن دعنا نري ذلك عمليا... ولسوف أذهب إليهم لتري ماسوف يحدث فانتظر....!
ثم إن الثعبان أسرع زاحفا نحو الجمع وشقهم من الوسط فرآه أحدهم وصاح مرتعبا... الثعبان... الثعبان... فإختلط القوم وأخذوا يتقافزون رعبا حتي دون أن يروه خوفا من أن يلدغهم من حيث لايتوقعون فإقتنص الثعبان هذه الجلبة وتواري مسرعا وإختفي بين الحشائش عائدا للأسد فوصله سالما وهو يبتسم ويقول... أرأيت ماحدث .... والآن جاء دورك فدعنا نري ماتحدثه ضخامة جسدك....!
فقام الأسد وقد أخذته العزة بنفسه ونفخ صدره مهابة وتوجه نحو القوم بعد أن إطمأنوا وأنهمكوا في عملهم...
وماإن إقترب منهم حتي أطلق زئيره الداوي متخيلا أنه كاف ليخيفهم فيفرون رعبا....
ولكن هيهات.... فقد تصايح القوم وهجموا عليه وأوسعوه ضربا وطعنا حتي ألجأوه للهرب والنفاذ بجلده... ولو لا ضخامة جسمه لأجهزوا عليه.....
عاد الأسد إلي حيث كان مع الثعبان وقد أثخنث الجراح جسمه ولم تترك فيه موقعا يخلو من طعنة رمح أو ضربة عصا وأخذ يئن ويتوجع....

قال له الثعبان ... لقد نصحت لك فلم تتعظ وحدثتك فلم تسمع فهأنت ذا قد رأيت... (فليس من رأي كمن سمع)... وقديما قالت الأونشو... أولشيكو كيران موني كلتكو قيلان ورونق....( لاتريد السماع بأذنك وتريد النظر بعينك)....
وصباحكم Zain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: ... قصة مثل ... Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com